قصة الصحابي سلمان الفارسي في البحث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
 |
قصة الصحابي سلمان الفارسي في البحث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم |
قصة البحث عن الدين الحق، رحلة الصحابي سلمان الفارسي الذي قام بها في سبيل اللقاء بالرسول صلى الله عليه وسلم
يروي سيدنا سلمان ما حدث له في ذلك اليوم في يوم الهجرة يقول:
فوالله أني في رأس نخلة وسيدي مع صاحب له يتحدثان وأنا أعمل عبد
عمل رقيق وسيدي جالس تحتها إذا أقبل عليه ابن عم له فقال له:
قاتل الله بني قيلة، قيل (كان اليهود يسمون الأوس و الخزرج بني قيلة)
...إستهزاءًا بهم يقول: قاتل الله بني قيلة
والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قَدِم عليهم اليوم من مكة يزعم أنه نبي
يقول سلمان: لمّا سمعت كلامه مَسّني ما يشبه الحُمّى واضطربت إضطرابا شديدا
حتى خشيت أن أسقط على سيدي من شدّة الفرح
وبادرت فورا بالنزول من النخلة وجعلت أقول لهذا الرجل...
أعد علي الخبر ماذا حدث!
:يقول فغضب علي سيدي ولكمني لكمة شديدة وقال:
مالك ولهذا.. عد إلى عملك
هكذا وصله الخبر الذي كان يبحث عنه كل هذه السنين،
لمّا صار المساء وانتهى عمله، المفروض يذهب للراحة لم يذهب للراحة
أخذ سلمان شيء من تمر الصدقة وقدّمه للرسول صلى الله عليه وسلم
فانتبه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل منه قال:
هذه صدقة وقدّمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه فأكلوا فقال:
هذه علامة واحدة بعد فترة جاءه وقدّم له تمر مرة أخرى
قال: أنا قدمت لك المرة التي فاتت صدقة فلم تأكل منها؛
هذه ليست صدقة هذه هدية فأكل منها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
هذه العلامة الثانية التي أخبرني بها صاحبي
فبدأ سلمان رضي الله عنه الآن تأكد من صفتين من الصفات التي أخبر بها صاحب عمورية،
يكمل سيدنا سلمان قصته فيقول الآن بقيت علامة واحدة
وهو أن بين كتفيه على ظهره عُرف كعُرف الديك يسمى علامة النبوة
فهنا كيف سأرى وهو لابس؟
كيف سأرى ظهره يقول:
فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبقيع وكان يدفن أحد من أصحابه
فرأيته جالسا وعليه شملتان يعني مثل لباس الحج إيزار ورداء فسلّمت عليه
وبدأت أستدير حواليه أنظر إلى ظهره الشريف لعلّي أرى الخاتم خاتم النبوة
الذي وصفه لي صاحبي في عمورية
فلما رأني النبي صلى الله عليه وسلم أنظر إلى ظهره عرف غرضي
فألقى الرداء عن ظهره فانكشف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم الشريف
وإذ بخاتم النبوة يقول: فنظرت فرأيت الخاتم فعرفته فانكببت على الخاتم أُقبّله وأبكي...
الله ما أجمل هذا الموقف بعد كل هذه الرحلة الطويلة بعد التنقلات والمعاناة
يلتقي ليس برجل صالح كان يخدمه، يلتقي بالنبي الخاتم يلتقي بنبي هذه الأمة
يصل لصاحب الفكرة صاحب المبدأ صاحب الحق الذي بحث عنه الذي إقتنع به منذ البداية
هكذا البحث عن الفكرة الصائبة.
وصل أخيرا إلى الدّين الحق
تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من فعله فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن قصته
فرواها بكل تفاصيلها للنبي صلى الله عليه وسلم فأعجبه ما كان من سلمان في بحثه عن الحقيقة
فطلب منه أن يروي قصته للصحابة رضي الله عنهم لما فيها من العبر
وعندها رواها فوصلتنا في صحيح مسلم وغيره وصلتنا قصة سلمان بهذه الطريقة.
.. لم تنتهِ القصة عند ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يكاتب سيده اليهودي،
المكاتبة أن يأتي العبد يطلب من سيده أن يشتري نفسه مقابل مبلغ كبير من المال
أعطيك نقودك واتركني وكانت إختيارية،
فجاء الإسلام فألزمها هكذا كان الإسلام يريد أن يحرر الرقيق بالمكاتبة
لا نظلم صاحب المال الذي أنفق فنعطيه ويصبح حر،
لكن المسلمين للأسف لم يلتزمو بها المهم فقال:
له إذهب وكاتبه وليس له أن يرفض فكتابه فاليهودي بالغ في الطلب
قال: تعطيني بيضة من ذهب فهنا النبي صلى الله عليه وسلم
طلب من الصحابه جميعا رضوان الله عليهم معاونة سلمان
وفعلا تحرر سلمان رضي الله عنه من العبودية بمشاركة كل الصحابة له
بعد أن حُرِم من المشاركة في بدر وأُحد بسبب الرّق،
تحرر بعدهما بعد السنة الثالثة للهجرة وشهد بعد ذلك كل المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعمّر سلمان حتى توفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه يقولون كان عمره فوق 120 سنة.
هل عرف أحد في الدنيا قصة كهذه القصة في الحياة من أجل البحث عن فكرة الحق
الهجرة من أجلها التضحية في سبيلها الصبر على كل مكاره الدنيا وغدر الطريق
وبعض علماء السوء الذين كان يخدم عندهم كانوا يكنزون المال
لم يجعلوه كل هؤلاء يكفر بأصل المسألة وهي فكرة البحث عن الحق الذي اقتنع به
المصدر:هنا
للإطلاع على مزيد من قصص الشخصيات التي خلّدها التاريخ اضغط 👈هنا👉